الرأى والرأى الأخر

الى من يصادر راى الأخر ويصر مستكبرا كأن لم يسمع الا صوت عقلة أقول له
أأنت اعلم ام الله الذى فى السماء عرشه؟
ان الله حينما خلق سبحانه اباك ادم عرض الامر على الملائكة واخبرهم بانه خالق بشر من طين
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة
ثم يخبرهم بالتكليف الذى يدلل على الطاعة فى العبادة فيقول سبحانه
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ
اليس الله بقادر بامره الذى ما بين الكاف والنون ان يجعل الملائكة تمتثل لامره دون ان يخبرهم ؟ وحينما قالوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ
لم يغضب ربنا من رد الملائكة ويتوعدهم بالعذاب ؟ اليس هذا يعلمنا ويرشدنا الى اسمى ايات التشاور فى الامر والحلم عند الغضب من الاختلاف فى الرأى ؟
ثم يهدينا الى ان نصل الى ما فيه الصالح من الامر حينما علم ادم الاسماء كلها
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء
واسمى ايات الاقناع هو ان تثبت لمن امامك ان كاهله لا يستطيع ان يحمل ما يعرض عليه فيترك الامر لأهله فترد الملائكة قائلين
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
فتعلم يا بن ادم ممن علم اباك
الشورى والحلم والاقناع ورجاحة الرأى والتدليل على ما تريد الوصول اليه ان كان سديدا فان لم يكن فاترك الامر لأهله كما فعلته الملائكة ولا تكن لتلك الكلمات وايات الله كمن أبى ان يسجد لأدم فجعله الله رجيما طريدا لعينا الى يوم الدين
ولم يسأل الشيطان نفسه يوما ان الله يقدر الى يومنا هذا ان يجعله ممتثلا لأمره
فلا تتبع الهوى وعد الى عقلك الذى خلقه الله لك لتحتكم وتتفكر وتعى به
وكن جديرا بأمانة خلقك الله من اجلها ولا تجنح عما خلقت لأجلة
واحذر الكلمة قبل ان تتفوه بها فان صحائفك ستعرض عليك في قبرك .. فانظر بما تزين جدران قبرك ..
اللهم ارحم ضعف المسلمين وقونا بالاسلام واشدد على قلوبنا فانا فى حاجة اليك فلا تكلنا لانفسنا فنذل ونهلك
******
الفقير الى الله
جهاد بدر
13 / 4 / 2012

عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 16/02/2013

شكر لك موضوع جميل Very Happy