جهادبدر Admin
عدد الرسائل : 603 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 23/01/2007
| |
جهادبدر Admin
عدد الرسائل : 603 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 23/01/2007
| موضوع: زواج الشهوة الإثنين أكتوبر 01, 2007 12:00 pm | |
| زواج الشهوة وأطفال الشوارع ماذا لو استجاب ملايين الشباب إلي تلبية احتياجاتهم العاطفية والبيولوجية وأقاموا علاقة زواج ((صحيح أو باطل , رسمي أو عرفي )) لا أبحث هنا عن شرعية هذا الزواج من عدمة مع أنها هيا أساس الداء. ولكني أتساءل عن الآثار المجتمعية للانصياع إلي الشهوة وإقامة علاقة زوجية بدون وجود حد أدني من المقدرات الاقتصادية لإقامة أسرة مستقرة لا تلقي بأطفالها بالشارع . ماذا سيحدث إذا تزوج ملايين الشباب الجامعيين ( كما يفعل البعض الآن ) وهم دون سن العشرين أو في أوائل العشرين وهم عاطلون عاجزون عن أي نفقة لا علي أنفسهم فحسب بل علي زوجاتهم وأبناءهم الذين سيكونون ثمرة هذا الزواج. عندما يشعر الرجل بالعجز أمام زوجته وأمام ابنه وعندما يشعر أنه تعجل في تحمل المسئولية... فالطلاق السريع هو الحل للتخلص من هذه الورطة التي وضع نفسه فيها.ولا يجد الصغير حقا من حقوقه لأنه وببساطه ابنا لزواجا غير معترف به... وسينتج عن ذلك ملايين من المطلقات صغيرات السن اللاتي سيعجزن أيضا عن تحمل المسئولية وقد يلقين بأطفالهن في الشارع أيضا بحثا عن علاقة جديدة مستقرة تعوضهن عن الخسارة السابقة ... ملايين من أطفال الشوارع تخلي آبائهم عنهم , وقد تتخلي عنهم أمهاتهم أيضا ... هل ستفيدهم شهادة الميلاد سواء أكانت نتيجة زواج رسمي أو شهادة أثبات نسب بالتحليل الطبي في حالة الزواج العرفي أو الزنا؟ أية نفقة هذه ستقدرها المحكمة للطفل وأمه علي رجل عاطل ربما ما زال يتقاضى هو نفسه دخله من جيب أبيه؟ وما الحل؟ ... الشباب له احتياجاته .. والظروف الاقتصادية تجبرهم علي الانتظار سنوات وسنوات حتى يستطيعون تكوين الحد الأدنى للقدرة المالية علي الزواج . الحل أن يسأل كل شاب نفسه : هل كان يرضي لنفسه أن يتزوج أبوه زواجا شهوانيا ثم يرمي به إلي الشارع ؟ ... لو كان أبوه فعل هذا ... هل كان سيصل إلي الجامعة ؟ ويصبح إنسانا متعلما يحترم نفسه ويرى احترام الناس له في أعينهم؟ إن ما لا يرضاه لنفسه لا يجب أن يرضاه لأبنه. وليسأل كل عاطل أو عاجز (متعلما كان أم غير متعلما ) يشعر بالإحباط واليأس .. هل يرضي أن يورث لأبنه تلك المشاكل ؟ أم عليه أن يبذل الجهد والعرق والفكر حتى يخرج من محنته ويصبح قادرا علي رفع شأنه وشأن أبناءه من بعده . إن الاحتياجات العاطفية والبيولوجية ليست مبررا للأضرار بأطفالنا . كما أنها ليست مقصورة علي صغار الشباب فحسب ... فهناك ملايين من المتزوجين الشبان الذين تركوا زوجاتهم وسافروا بحثا عن لقمة العيش بعقود تمتد لسنوات طوال ضاربين عرض الحائط بكل الوعود والأماني التي قطعوها على أنفسهم تجاه زوجاتهم وأبنائهم . وماذا يفعل كل منهما في احتياجاتة العاطفية واحتياج كل منهما إلى رفيق دربه الذي أحبه وتمنى أن يجد فيه سنده ومعينه على نوائب الدهر ؟ إن الإنسان ليس حيوانا يستجيب لغريزته غير مبالي بما سينتج عن هذه الاستجابة الإنسان له عقل يحكمه ... وله ضمير يحاسبه . إن علي كل متعاطف مع أبناء الشوارع سواء أكانوا أبناء زنا أو أبناء خلافات زوجية أو أبناء فقر ... عليه أن يعمل علي غلق هذه المنابع لتجفيف نهر أبناء الشوارع , لا أن يفتح الباب علي مصرعية لتتدفق ملايين جدد من أبناء الشوارع فاستأصال الداء يغنى عن الدواء . فليس هناك من يلقي بنفسه إلى الشارع إلا وثمة دوافع أجبرته على ذلك . قد يكون الدافع خارجيا أو ذاتيا لكنهم منساقون بقوة لا يستطيعون دفعا لسلطانها. فالشوارع ورشة كبيرة لتصنيع الشخصية المضادة الانتقامية ، والظروف القاسية تصقل الكراهية لديها بحيث يصبح الجميع أعداء لها . الليل هو العدو الأكبر لأبناء الشوارع لأنه يحدد مساحة الحركة ويزرع الخوف في النفوس ويحرض المخيلة على أن تنتج وساوسها . أما إذا اجتمع الليل والشتاء معا فتلك هي الطامة الكبرى وأقصى أماني أبناء الشوارع في تلك الليالي ، الحصول على مكان يقيهم غائلة البرد ، انه الصراع الابدى , صراع الجسد ضد قوى الطبيعة. وكم كان سعيدا رجل الكهف الأول عندما وجد في كهفه ما يقيه تطرف الفصول ! ما تراه في عيون بعض أبناء الشوارع ليس حقيقتهم ، فالبراءة التي يتصنعها البعض منهم وهو يستجديك قد تكون لحظات انتقامية في غفلتك أو في لحظات تكون أنت فيها لقمة سائغة لهم . إنهم أقنعة للمواقف المختلفة التي يعيشونها!والظروف القاسية التي مروا بها. فهل سأل كل أب ألقى بأبنة في الشارع نفسة , هل شوارعنا جديرة بالأبوة حقا لتربى ابني؟ أم أنها مستباحة تلك الشوارع مثل أناسها ؟ فمنذ أن خُططت وهي مطوقة المداخل والمخارج ومزروعة بالأشباح ونواطير الليل ، ... , أما الأنين الذي يستوطنها فلا يشغل أحدا! إنها مثال حي للتعرية الشاملة والخواء الذي لا يمت إلا الإنسانية في مهدها . وحوش رابضة في الشوارع تأكل أبناءها بصمت, وتلقي ببقاياهم إلى المجهول حتى تطابقوا هم أنفسهم مع قاذورات المدينة؟ لن أتلبس ثوب الواعظ الذي يتدلى كرشه لأقول إنهم ضحايا المجتمع. ولكنهم ضحايا من نوع ما . فبعضهم يمارس دور الجلاد على مجاوره في الشارع .وبعضهم ينتظر اللحظة التى يراها مناسبة لينقض على فريسته ليحقق مكسبا ما يسد به جوعه او يسكت به أفواه من هم يقودونة إلى هذا المصير . في الشارع هناك أقوياء بدنيا وهناك ضعفاء ، الضعيف خاضع لسلطة القوي. فهو يخدمه في كل شيء حيث يوفر له المال والطعام الذي يستجديه أو يسرقه كما أن الشيوخ المسنين يقعون تحت سطوتهم أيضا وكذلك الأطفال حيث يسخرونهم إن شاءوا ام أبوا و التى من ضمنها الاعتداءات الجنسية ! البعض من الأقوياء يتمتع بحماية بعض من أفارد الشرطة الموبوءين الذين يقتسمون معهم ما يحصلون عليه ، إنها شبكات متداخلة للمنفعة وأبطالها( جميع شرائح المجتمع بلا استثناء) . وغالبا ما يحرص ابن الشارع القوي على أن يكون نظيفا وخارج مدار الشبهة ! بل إن آلاف الرفاق الموزعين على الشوارع والذين يقومون بالخفارات الليلية وحراسة المنشئات لا يعني لهم الأمر شيئا طالما انه لا يمس أمنه أو أمن منشئتة. أطفال بعمر الزهور يسدون شوارعنا في أخريات الليل حيث ينحشرون إلى بعضهم البعض خائفين وبعضهم يبكي بكاء مرا يمزق القلب . نعم كلنا أبناء شوارع . لكن الفرق هو أن البعض منا ينام في المساحات المسيجة التي تسمى بالبيوت !! وهم ينامون في مساحات أوسع , غطائها برد الشتاء وماء المطر والخوف من المجهول. كان المجتمع ينظر إلى هؤلاء الصغار ، الذين لا ذنب لهم في ما يجري ، وكأنهم من بقايا امة لوط عليه السلام. أو أنهم محض أجساد ملعونة شريرة هبطت من أماكن مجهولة وليست أرواحا بشرية خلقها الله وكأننا مبرأون من الذنوب ! ولكنني على يقين أن الكثير من هؤلاء الأطفال الأبرياء خرجوا من تلك البيوت التي تظن أنها محصنة بالشرف الرفيع !! شوارعنا محيرة ..وقد اختلطت الأمور تماما بحيث يصبح من العسير عليك أن تتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فالأغطية الثقيلة أو الأفكار المسبقة التي تجثم على عقول الناس قمع لا ينجو منه احد وهي اعتراف ضمني بثقل المشهد الذي نراه جميعا ونتفنن في التنكر له . هناك عراء نهرب منه وهو عراء الخارج , لكي لا نصنف ضمن أبناء الشوارع ولكن كيف الهرب من عراء الداخل ومساحات الخذلان التي نعيشها يوميا ؟ هذه هى التعرية الحقيقية. ومتى تنتفي الحدود بين عراء الخارج وعراء الداخل ان عراء الشوارع ، يسقط ذلك الجدار الذي يفصل بين أبناء الشوارع وأبناء المحميات ويصبح الوطن مستباحا مثل ملجأ للأيتام. ولعل مشكله العشوائيات وترك الدولة لها بدون رقابه لسنوات طويلة والتي أنشئت بيئات مؤاتيه لتصب أيضا فى مشكله أطفال الشوارع وعدم رقابه الحكومة للتأكد من حصول كل الأطفال على فتره التعليم الألزامى لتقليل الجهل والأنحراف أحد الأسباب أيضا . لتصبح مشكلتنا في مصر الأولى هي عرض وكشف مشاكل المجتمع فقط وتركها بدون حل لتتراكم وتتعقد مثلها مثل باقي المشاكل . متى يقع الطفل تحت طائلة القانون؟ يقع الطفل تحت طائلة القانون إذا اعتده القانون معرضا للخطر أو الانحراف أو كان هو نفسه خطرا على مجتمعه أو مؤثرا بالسلب على المحيطين به
عدل سابقا من قبل جهادبدر في الإثنين أبريل 16, 2012 4:20 pm عدل 3 مرات | |
|
جهادبدر Admin
عدد الرسائل : 603 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 23/01/2007
| |
جهادبدر Admin
عدد الرسائل : 603 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 23/01/2007
| |